حضرت الخميس الماضي فعاليات افتتاح معرض للفنون التشكيلية، أقامته الفنانة الرائعة سبأ القوسي في بيت الثقافة في العاصمة صنعاء.
وعلى الرغم من أن المعرض كان مكتظاً باللوحات الفنية الجميلة والمتنوعة إلا ان الذي أثار انتباهي واستوقفني هو العنوان الذي اختارته الفنانة لمعرضها التشكيلي.
العبارة التي اختارتها سبأ القوسي عنوانا لمعرضها ولوحاتها هي «اطلق سراحك منك» العبارة إياها الذي اتخذها عنواناً لمقالي هذا وأردت الحديث عنها، نظراً لما تتضمنه من معنى وتحمله من دلالات.
وبصراحة لو إنّي قرأت هذه العبارة في مقال صحفي أو في كتاب معين لما حظيت عندي بنفس الأهمية التي حظيت به عندما وجدتها عنواناً لمعرض تشكيلي.. يكتسب هذا العنوان المتميز دلالات لفظية كثيرة ويتضمن معاني متعددة.
فالعنوان إياه له دلالات على مستوى الفنانة الشخصي وله دلالة أخرى على مستوى معروضاتها الفنية ،كما إنه يحمل دلالة على مستوى الفن التشكيلي عموماً في بلادنا لأنه مكبّل بالكثير من القيود.
أما الدلالة الأخرى والأكثر أهمية فهي تلقي بظلالها وأبعادها علينا نحن كقراء ومهتمين أو متلقين للوحات الفن البصري.
أولاً فيما يتعلق بالدلالة العنوان على اللوحات المعروضة على جدران المعرض، فمن خلال تجوالي في المعرض وجدت أن المتجول الذي يجول في أروقة المعرض وهو يشاهد اللوحات بعقلية القارئ المتمعن للفنون البصرية من أول لوحة إلى آخر لوحة سيدرك حتماً أن هذه اللوحات تقدم تجربة فنية لا تخفى على القارئ أن هناك خفايا صراع بين ما يدور بين مضامين اللوحة الواحدة وكل لوحة تتضمن أكثر من شكل مباشر وأكثر من معنى متوارٍ في اللوحة الواحدة.
وحتماً سيجد القارئ نفسه عندما ينتهي من قراءة اللوحات واقفاً عند آخر لوحة محتاراً في توصيف التجربة الفنية التي تبرزها وتتضمنها اللوحات وسيجد القارئ مفردات اللغة مستعصية عليه ،خصوصاً وأن اللوحات تكاد تنطق بخصوصية التجربة.
لكن عندما يلتفت القارئ أو المتلقي إلى عنوان المعرض فسيجد ان عبارة “اطلق سراحك منك” تختزل مضمون اللوحات بشكل كبير.
وكأن هذه اللوحات تتضمن خلاصة تجربة تخوض فيها المعاني والأشكال صراعاً كبيراً من أجل ان يتمكن الشكل اللوني من إطلاق سراحه من بوتقة المعنى القائم على التأويل. بمعنى أكثر وضوحاً إن لوحات الفنانة سبأ القوسي تعبّر عن صراع فني وتقني يتجاذبان الفنانة وفرشاتها بين الفن التصويري (الانطباعي) وبين الفن التجريدي وكلاهما يمثلان مدرستين قائمتين في عالم الفن التشكيلي.
هكذا بدت لي مضامين اللوحات، مع إني لست متخصصاً في تقنيات الفنون التشكيلية، لكني مهتم ومتذوق للفن التشكيلي.
وعلى هامش فعاليات المعرض أقيمت فعالية ثقافية شارك فيها عدد من المهتمين كان أبرزهم الفنان والكاتب نبيل قاسم، الذي أعد ورقة عمل نقدية حول المعرض.
المهم في الأمر هو أن عدداً من المتحدثين أبدوا استغرابهم ان الفنانة سبأ استطاعت تقديم مثل هذه التجربة الفنية المتميزة وهي تنتمي إلى منطقة الحداء من وطننا الحبيب.
أكد المتحدثون أن مثل هذه المنطقة البيئة الاجتماعية فيها لا تشجع الأفراد على تشكيل ميولات فنية ولا تمكنهم من الإبداع.
ورغم إني اختلف كثيراً معهم لأن أغلب الظن عندي إن الإبداع ليس له جغرافيا معينة ولا له مكان محدد.
لكن كلامهم عن الجغرافيا التي تنتمي إليها الفنانة فيه شيئ من المعقولية باعتبار الحديث عن الجغرافيا هو حديث عن البيئة الاجتماعية التي عادة ما تعيق ميولات أفرادها نحو الفن بمختلف مجالاته سواءً كانت موسيقى أو تشكيل أو أدب أو غيره من مجالات الفنون المختلفة.
وهذا العامل بذاته يقودني ككاتب إلى استحضار الدلالة الثانية لاختيار هذا العنوان من قبل الفنانة ذاتها.
إذ تصبح الدلالة اللفظية هنا تدل وتشير إلى الكاتبة نفسها وكأنها تريد أن تقول إن هذه اللوحات التي رسمتها بما تحمله من تجربة فنية، هي خلاصة صراع عاشته الفنانة داخل نفسيتها التي تمتلك ميولات فنية في بيئة اجتماعية تحول ما بين الفرد وبين ميولاته وطموحاته خصوصاً إذا كانت فنية.
مثل هذه البيئة تجعل الفنان يخوض صراعاً نفسياً كبيراً لكي يطلق سراحه من أسر نفسه ،ومن أسر شخصيته لأن شخصية الفرد تتشكل من مجموعة التقاليد والأعراف والقوانين الخاصة بالبيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد.
وهذه العوامل التي تشكل شخصية الفرد غالباً ما تتحول إلى عائق كبير أما الإبداع فيصبح الفرد منا بحاجة إلى أن يحرر ذاته من نفسه ومن شخصيته الآسرة.. لذلك أجد إننا جميعاً معنيون بهذا العنوان وكل واحد منا مطالب أن يطلق سراحه من نفسه أولاً لكي يتحول إلى ذات مبدعة.
فالاحترام والتقدير للفنانة سبأ القوسي التي لفتت انتباهنا بعنوانها إلى إمكانيات التحرر من أعماقنا ،حيث بدأت الفنانة بتحرير ذاتها وقدمت تجربة فنية متميزة، كما أنها أزاحت اللثام من على وجهها أيضاً وقررت أن تظهر على الناس بذاتها الإنسانية المبدعة.
وعلى الرغم من أن المعرض كان مكتظاً باللوحات الفنية الجميلة والمتنوعة إلا ان الذي أثار انتباهي واستوقفني هو العنوان الذي اختارته الفنانة لمعرضها التشكيلي.
العبارة التي اختارتها سبأ القوسي عنوانا لمعرضها ولوحاتها هي «اطلق سراحك منك» العبارة إياها الذي اتخذها عنواناً لمقالي هذا وأردت الحديث عنها، نظراً لما تتضمنه من معنى وتحمله من دلالات.
وبصراحة لو إنّي قرأت هذه العبارة في مقال صحفي أو في كتاب معين لما حظيت عندي بنفس الأهمية التي حظيت به عندما وجدتها عنواناً لمعرض تشكيلي.. يكتسب هذا العنوان المتميز دلالات لفظية كثيرة ويتضمن معاني متعددة.
فالعنوان إياه له دلالات على مستوى الفنانة الشخصي وله دلالة أخرى على مستوى معروضاتها الفنية ،كما إنه يحمل دلالة على مستوى الفن التشكيلي عموماً في بلادنا لأنه مكبّل بالكثير من القيود.
أما الدلالة الأخرى والأكثر أهمية فهي تلقي بظلالها وأبعادها علينا نحن كقراء ومهتمين أو متلقين للوحات الفن البصري.
أولاً فيما يتعلق بالدلالة العنوان على اللوحات المعروضة على جدران المعرض، فمن خلال تجوالي في المعرض وجدت أن المتجول الذي يجول في أروقة المعرض وهو يشاهد اللوحات بعقلية القارئ المتمعن للفنون البصرية من أول لوحة إلى آخر لوحة سيدرك حتماً أن هذه اللوحات تقدم تجربة فنية لا تخفى على القارئ أن هناك خفايا صراع بين ما يدور بين مضامين اللوحة الواحدة وكل لوحة تتضمن أكثر من شكل مباشر وأكثر من معنى متوارٍ في اللوحة الواحدة.
وحتماً سيجد القارئ نفسه عندما ينتهي من قراءة اللوحات واقفاً عند آخر لوحة محتاراً في توصيف التجربة الفنية التي تبرزها وتتضمنها اللوحات وسيجد القارئ مفردات اللغة مستعصية عليه ،خصوصاً وأن اللوحات تكاد تنطق بخصوصية التجربة.
لكن عندما يلتفت القارئ أو المتلقي إلى عنوان المعرض فسيجد ان عبارة “اطلق سراحك منك” تختزل مضمون اللوحات بشكل كبير.
وكأن هذه اللوحات تتضمن خلاصة تجربة تخوض فيها المعاني والأشكال صراعاً كبيراً من أجل ان يتمكن الشكل اللوني من إطلاق سراحه من بوتقة المعنى القائم على التأويل. بمعنى أكثر وضوحاً إن لوحات الفنانة سبأ القوسي تعبّر عن صراع فني وتقني يتجاذبان الفنانة وفرشاتها بين الفن التصويري (الانطباعي) وبين الفن التجريدي وكلاهما يمثلان مدرستين قائمتين في عالم الفن التشكيلي.
هكذا بدت لي مضامين اللوحات، مع إني لست متخصصاً في تقنيات الفنون التشكيلية، لكني مهتم ومتذوق للفن التشكيلي.
وعلى هامش فعاليات المعرض أقيمت فعالية ثقافية شارك فيها عدد من المهتمين كان أبرزهم الفنان والكاتب نبيل قاسم، الذي أعد ورقة عمل نقدية حول المعرض.
المهم في الأمر هو أن عدداً من المتحدثين أبدوا استغرابهم ان الفنانة سبأ استطاعت تقديم مثل هذه التجربة الفنية المتميزة وهي تنتمي إلى منطقة الحداء من وطننا الحبيب.
أكد المتحدثون أن مثل هذه المنطقة البيئة الاجتماعية فيها لا تشجع الأفراد على تشكيل ميولات فنية ولا تمكنهم من الإبداع.
ورغم إني اختلف كثيراً معهم لأن أغلب الظن عندي إن الإبداع ليس له جغرافيا معينة ولا له مكان محدد.
لكن كلامهم عن الجغرافيا التي تنتمي إليها الفنانة فيه شيئ من المعقولية باعتبار الحديث عن الجغرافيا هو حديث عن البيئة الاجتماعية التي عادة ما تعيق ميولات أفرادها نحو الفن بمختلف مجالاته سواءً كانت موسيقى أو تشكيل أو أدب أو غيره من مجالات الفنون المختلفة.
وهذا العامل بذاته يقودني ككاتب إلى استحضار الدلالة الثانية لاختيار هذا العنوان من قبل الفنانة ذاتها.
إذ تصبح الدلالة اللفظية هنا تدل وتشير إلى الكاتبة نفسها وكأنها تريد أن تقول إن هذه اللوحات التي رسمتها بما تحمله من تجربة فنية، هي خلاصة صراع عاشته الفنانة داخل نفسيتها التي تمتلك ميولات فنية في بيئة اجتماعية تحول ما بين الفرد وبين ميولاته وطموحاته خصوصاً إذا كانت فنية.
مثل هذه البيئة تجعل الفنان يخوض صراعاً نفسياً كبيراً لكي يطلق سراحه من أسر نفسه ،ومن أسر شخصيته لأن شخصية الفرد تتشكل من مجموعة التقاليد والأعراف والقوانين الخاصة بالبيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد.
وهذه العوامل التي تشكل شخصية الفرد غالباً ما تتحول إلى عائق كبير أما الإبداع فيصبح الفرد منا بحاجة إلى أن يحرر ذاته من نفسه ومن شخصيته الآسرة.. لذلك أجد إننا جميعاً معنيون بهذا العنوان وكل واحد منا مطالب أن يطلق سراحه من نفسه أولاً لكي يتحول إلى ذات مبدعة.
فالاحترام والتقدير للفنانة سبأ القوسي التي لفتت انتباهنا بعنوانها إلى إمكانيات التحرر من أعماقنا ،حيث بدأت الفنانة بتحرير ذاتها وقدمت تجربة فنية متميزة، كما أنها أزاحت اللثام من على وجهها أيضاً وقررت أن تظهر على الناس بذاتها الإنسانية المبدعة.