احتفينا اليوم معهم بعودة شاهد الحق الذي اعتداء عليه أهل الباطل بجريمة نكراء لا مثيل لها في تاريخ جرائم الفساد و أغواله الكبار ..
غول فساد اليمن الذي بعث بتلك الايادي الآثمة والقذرة التي حملت كل حقد الدنيا وخبثها في علبة الاسيت التي ألقوا بها على وجه وجسم عدنان المداني الطاهر الموظف البسيط خوفاً منه ان لا يشهد عليهم وبالوثائق التي تدينهم و تفضح صفقاتهم المشبوهة عن الكهرباء ، تلك الصفقات حديث الصغير والكبير والتي اظلموا بها صنعاء وكل محافظات الجمهورية ..
ولأن عدنان المداني كان يريد النور لليمن كلها فعاقبوه على قضيته هذه على مدى سنة و ٨ اشهر بالمادة الكيماوية التي رشوه بها لتنبعث براكين في معظم اجزاء جسمه بالذات الحساسة في منطقة الرأس والوجه ، لهذا كان لابد أن يُكرم و أن يؤخذ به مثلاً وقدوة مثلى للشرف والنزاهة والتضحية والإيثار
فكان الحضور الذي لم أشهده قبل في هذه القاعة ( بييت الثقافة ) إلا لتكريمه ..
وكان في كلمته التي القاها امام الحضور بقمة الثبات والإيمان والارادة مسلماً امره لله متقبلاً قدره ، محتسباً حسب كلمته ان هذا ابتلاء من رب السماء وانه يحمده على هذا الابتلاء ..
وقفة إيمانية شجاعة وطنية بعمق وبأمل بعد أن فقدَ كل مكونات الحياة لشابً مثله من سمع الى بصر ..
عدنان يؤكد لنا ان اليمن ستنتصر على كل قوى الفساد وستنتصر على العدوان الذي أسهم في كَلمّهِ وبطء علاجه ومعاناته المرضية كما ساهم على كل امثاله من ابناء اليمن الذين تأثروا بالعدوان والحصار ..
انه يؤكد لنا قول الله تعالى عن اليمن ( أولو قوة وأولو بأس شديد )
وانه يدفعنا لأن نكون الأقرب الى الله الذي منحنا هده الصفة وان نستمر بثباتنا وايماننا ورفضنا لكل الظلم والفساد والجبروت والعدوان سواء كان داخلي او خارجي ..
رحم الله ابو القاسم الشابي القائل
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر