الخميس، 1 مايو 2014

مناسك خرساء



  اعتصمت بالسكون ....
احدق في ما مضى من غدي...
وانتظر ما تبقى من امسي حتى يأتي...
ارنو ببصري الى افق الثلاثين ربيع ...

وفي قرفصه صامتة خجلى ..
استوضح عني من اكون؟؟
ارقص على صراط الظنون وتوسوس لي الشكوك...
فأصرخ يقينا ...
بان الحياة  دفقة نور...
يهدهدها المد والجزر...
في جدليه اكون أولا اكون ....
وان الحج الى جوهر الوجود ...
هو فعلا سر الخلود... 

اليمن بين التنوع المذهبي والتفريخ الجهادي



بين جدلية امتلاك الحقيقة المطلقة واولوية الهيمنة بها بين طرفي الصراع والنزاع السلفي والحوثي  في منطقة دماج تتعمد اللعبة السياسية الى خلق حالة احتراب اجتماعي لا تتضح طبيعة الصراع فيه بسبب توظيف القيمة الدينية كشعار في الصراع السياسي ,نقف هنا عند ماهية طبيعة  تأسيس حركات دينية  وصناعة جماهير طائفية  ترى ان الطوائف الاخرى عدوا يناقض ويهدد وجودها مما يستوجب مكافحتها تحت حجة مفردات وفتاوى تفصيلية تصنيفية للأقتتال البين واباحة دم الأخر مما يضمن استمرار تفكيك صفوف ابناء  المنطقة الواحدة  وتأسيس حقد طائفي   .
وما كان مركز دار الحديث بدماج الا نموذجا  لهذا النوع من الحركات والتي  اقتضت رعايته الى استراتيجية  التشدد والتطرف وتفريخ جماعات شبابية ممنهجه على  ثقافة  القتل تحت حجة الجهاد .
 بالمقابل تأتي فكرة  الشباب المؤمن الذي كان على رأس قيادته حسين بدر الدين الجوثي الذي بداء يؤسس لفكرة  حماية الزيدية  وشيعة آل البيت  على اعتبار انهم الجماعة المستضعفة في ارض اليمن ويجب ان يحملوا السلاح دفاعا عن انفسهم  وكلا الحالتين  يتم دعمهم  من الخارج,فأهل الخير والجمعيات الخيرية هم عصب التغذية التي تدعم السلفيين في دماج حسب ما يروجوا,ومن جهه اخرى فالحوزات الدينيه والمرجعيات هي من تدعم من  جانب الحوثي و هي من تغطي لهم  احتياجاتهم لشراء السلاح والعدة والعتاد لمواجهة قوة الجيش اليمني الذي يصنف عدوا لهم ,وقد قتل من الجيش اليمني  في حروب اكثر من 7000 الف جندي وضابط.
 بينما  ما اؤسس و انطبع في اذهان كل المراقبين و  الوعي الشعبي العام والمجتمعي  ان كلا الجبهتين بما تعبر عنه من ايدلوجيات اصوليه ما هي إلا  امتداد للصراع الايراني السعودي في الارض اليمنية,و نتيجة لحجب المال وتشويش مصادره في تغطية انفاقات الحروب والتمدد في اوساط المجتمع وكل ما تتطلبه الامر من انفاقات لا يمكن تغطيته إلا من هذه الحكومات برغم انكار الطرفين ,وبرغم  الاعلان وفضح الصفقات القادمة من ايران ومن تركيا والتي مازالت  منظورة امام الجهات القضائية .
كل هذه مؤشرات تؤكد على تثبيت الحالة التنوعيه المذهبية في اليمن من حالة اجتهادية قائمة على حرية التفكير والاعتقاد الى حالة طائفية جغرافية قائمة على اساس المصالح الفئوية والجهويه المناطقيه معمقة بذلك  الشرخ المجتمعي والتخندق الطائفي الحدي والقائم على التنافس والاحتراب  والاقتتال والرفض للأخر الذي يراه خطرا يهدده, وعلى سياق هذة الحالتين ياتي  تنظيم القاعدة ليندرج ضمن قائمة الإيدلوجيات الأصوليه التي تنتهج نفس المدارس التنظيمية السلفية والجماعات التكفيرية.
ولتثبيت هذة اللعبة المدمرة القادمة  من خارج جغرافيا اليمن يدفع الثمن البسطاء من عامة الشعب وليس قيادات النخب  او من ينصبوا انفسهم انهم مشائخ  وأئمة في الحالتين.
وفي الاخير تتحمل تبعات هذه الافعال اليمن حكومة وشعبا وارضا,  انها ثقافة الكهوف والإرهاب, والعنف والصراع الدائم بحجة تأسيس حكم ثيوقراطي لن يكن الا ديكتاتوريا تعسفيا قائما على ثقافة  الاعتقاد الضيق الرافض والمشرعن للقضاء على الآخر مالم يسبح معه بنفس التيار ,وعلى انغام  ضوضاء هذه الازمات  التي تدار عن بعد كغطاء يستخدمه اللاعبون الإقليميون يمرروا اجنداتهم ورؤاهم الطامعه في اعادة تقسيم  الدولة اليمنية  وفق مصالحهم بهذة الادوات التقليدية والاصولية المصنعه من قبلهم  لإطالة أمد الصراعات الطاحنة .
واذا اردنا الخروج من هذا المأزق الجاثم على وطننا فان السبيل الى ذلك هو طرح رؤية عقلانية تحمل مشروع فكري ,حضاري  يساهم في صياغتها   المفكرون والمثقفون بجدية بعيدا عن  منظومة السلطة والسياسة المترهلة في وقتنا الحالي.

انطباعات الجيل العربي الفتي عن الإرهاب والمقاومة


تأسست في الذهنية والذاكرة العربية  للأجيال فكرة جهاد الغزاة ومقاومة الظلم والاستبداد وبتراثنا العربي الاسلامي ما يؤصل ويهذب  الكيفية لمواجهة ذلك ,عبر آليات اختلفت من حالة الى اخرى ,حالة تحشد فكرة مواجهة الغزاة والظلمة بحجة الحق والتمسك به واستخدام كل الوسائل العقلانية والسلمية للإجماع على رفضه اولا ليقوض حتى تنتهي وتضيق دائرة الظلم والاستبداد وألا يجد الغازي من يرحب به وتتقبله ,ولا يستطيع الغازي ان يخترق البيئة هذة او يجد فيها موطئ قدم فيصبح معزول تلقائيا ,وحالة اخرى تختزل فكرة مواجهة الظلم والاستبداد والغزاة والغزاة في العنف والياته,فتذكي في النفوس روح المقاومة بأي وسيلة كانت و اولها المسلحة العنف لمواجهة عنف و ارهاب الظلم والاستبداد و والغزاة وهنا في هذة الحالة الثانية تبين من خلال الكثير من التجارب الانسانية في تراثنا العربي و الاسلامي  من تجارب  المماثلة انه كانت تولد خلايا الارهاب بقصد او بغير قصد  نتيجة اختلاط الروئ وعدم القدرة على التحكم في دفة امور المواجهة لان العقل في حالة من التوتر عكس كما كان في الحالة الاولى كان العقل اكثر بصيرة .
و اننا كجيل هذه المرحلة عندما فقدنا الامل في التغيير وتقويض نفوذ وهيمنة وفتك الظلم والاستبداد المحلي وتبعيته لقوى الاستكبار والهيمنة الدولية الساعية نحو تنفيذ مشاريعها في منطقتنا العربية عبر فرض المشروع الصهيوني ولغرض نهب ثروات الامة ,والتحكم بمصائر الامة وحركة الملاحة الدولية فقد خلق وتكدس الاحتقان لدى نسبة كبيرة من هذا الجيل ,وهنا وظفَ البعض منهم كأدوات عنف وكآليات عنف لإسقاط هذه المشاريع وهذه المظاهرة الظالمة ,وبالتالي فقد تلبس الغالبية العظمى مننا انطباع ان الدوائر الاستخبارية بكل حلقاتها المحلية والإقليمية والدولية قد رعت بعض خلايا العنف تحت حجة مهام نبيلة لمواجهة الظلم والاستبداد و الغزاة ولكن وظفتها في رسائلها ذات الصراع البيني وعمل ارباكات مجتمعية ووئد حركة التنوير النهضوية العربية الاسلامية ان لا تأخذ مداها في استنهاض قدرات الامة والياتها في البناء بكل الوسائل الحديثة والسلمية وهذا ما عكس نفسه فعلا في تسيد اصحاب التأثير على الواقع وفرض وجهات النظر بقوتي العنف والمال حيث اصبح هذا العنصرين هما موجه دفتي صيرورة الاحداث و مآلاتها في معظم المجتمعات العربية .و الشاهد على ذلك الأكثر حضورا في ذاكرتنا الى الان هي الحالة الأفغانية والحشد الأمريكي للقوى الإسلامية الاصولية تحت حجة مواجهة الشيوعية  وإقامة مراكز الدعم اللوجستي المكشوف في اكثر من منطقة عربية لنقلهم الى افغانستان وجمعت لهم اموال طائلة تبنى بها التنمية في الوطن العربي لمائة عام ,حتى سال لعاب كثير من القيادات الامنية والسياسية على مختلف درجاتها المحلية والإقليمية والدولية لتظل تعلب بهذه الورقة فما انتهت افغانستان حتى استطاب لهو الامر باللعب بها تحت حجج كثيرة في الجزائر وفي افريقيا في اليمن و لأنها في تقديري انها فعلا صناعة امريكية اوربية بالدرجة الاولى فان الشاهد الاكثر عليها هو عزل هذه الخلايا القادرة على ممارسة العنف عن مكانها الطبيعي في مواجهة الغاصب الصهيوني ,وحشرها في اعمال المقاومة الوطنية العراقية في مواجهة الاحتلال الصهيوامريكي والأيراني  ,وما ال اليه العراق الان ان جماعة العنف لغرض الارهاب وليس لغرض مواجهة الاحتلال هي جماعات ممولة من ايران "فيلق القدس " و"جيش المهدي"  وغيرها من من مارس العنف تحت حده استهداف اهل السنة وفي الجانب الاخر جماعات محسوبة على السعودية وعلى القاعدة كدولة العراق الاسلامية والقاعدة التي تركت الاحتلال وبدات توجه العنف ضد الروافض "الشيعة"وكان حضور هذه الحالتين هو الاقوى والأشد فتكا على الشعب العراقي لصرف الانظار عن دور ومشروعية المقاومة الوطنية العراقية في مواجهة المحتل.
 والشاهد الاخر والرديف هو ما حصل في سوريا ,خرج الشعب السوري شعب بكل الوسائل السلمية يطالب بإصلاحات وتغيير وكان قادر على ان يحقق اي قدرا من طموحاته,إلا ان الدفع الامريكي الواضح السعودي التركي لجماعات العنف (الجهادية) لركوب موجة الاحتجاجات الشعبية السورية السلمية ادت الى دمار سوريا وقتل عشرات الالوف من ابنائها ,وهو الحال الذي تبين في ليبيا وهو ما يجري في اليمن  فالإرهاب احيانا يأتي من دول كبرى بحجم امريكا كما نفذتها في العراق و اكثر من دولة وكما تمارسه حكومة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين وكما تمارسه انظمة الاستبداد والظلم والقمع في كثير من مجتمعات العربية وغيرها ويسمى ارهاب الدولة .وهناك ارهاب فرض الارادات ووجهات النظر بالقوة او بالمال السياسي ,وكما هو حال فرض الوهابية وجماعات التكفيرية بدعم السعودية وفرض وجهات نظر الشيعة الاثني عشرية التي تموله ايران و فرض الارادة الامريكية و الاوربية على الرافضين للمشروع الصهيوامريكي و مقاومته وتصنيفه بالإرهابيين
ان الارهاب سينتهي وسيقوض اذا ما رفعت كل دول الاستكبار والهيمنة العالمية يدها التدخل في شؤن الدول الاخرى وعندما تنتهي الحالات الغير طبيعية في احتلال الاوطان وتدمير الدول كما في فلسطين وتدمير الدول في العراق و افغانستان وسوريا وليبيا وسينتهي اكثر كلما تثبت اوضاع المجتمعات العربية وغيرها باقامة الانظمة العادلة وبناء تنمية حقيقة و نهضوية .وتطوير المجتمعات في كل مجالاتها وإنهاء حالات الفساد عبر اسقاط المشروع الدولي للإفساد كل هذا كفيل بتخفيف حالت الاحتقان والارهاب.