الخميس، 1 مايو 2014

اليمن بين التنوع المذهبي والتفريخ الجهادي



بين جدلية امتلاك الحقيقة المطلقة واولوية الهيمنة بها بين طرفي الصراع والنزاع السلفي والحوثي  في منطقة دماج تتعمد اللعبة السياسية الى خلق حالة احتراب اجتماعي لا تتضح طبيعة الصراع فيه بسبب توظيف القيمة الدينية كشعار في الصراع السياسي ,نقف هنا عند ماهية طبيعة  تأسيس حركات دينية  وصناعة جماهير طائفية  ترى ان الطوائف الاخرى عدوا يناقض ويهدد وجودها مما يستوجب مكافحتها تحت حجة مفردات وفتاوى تفصيلية تصنيفية للأقتتال البين واباحة دم الأخر مما يضمن استمرار تفكيك صفوف ابناء  المنطقة الواحدة  وتأسيس حقد طائفي   .
وما كان مركز دار الحديث بدماج الا نموذجا  لهذا النوع من الحركات والتي  اقتضت رعايته الى استراتيجية  التشدد والتطرف وتفريخ جماعات شبابية ممنهجه على  ثقافة  القتل تحت حجة الجهاد .
 بالمقابل تأتي فكرة  الشباب المؤمن الذي كان على رأس قيادته حسين بدر الدين الجوثي الذي بداء يؤسس لفكرة  حماية الزيدية  وشيعة آل البيت  على اعتبار انهم الجماعة المستضعفة في ارض اليمن ويجب ان يحملوا السلاح دفاعا عن انفسهم  وكلا الحالتين  يتم دعمهم  من الخارج,فأهل الخير والجمعيات الخيرية هم عصب التغذية التي تدعم السلفيين في دماج حسب ما يروجوا,ومن جهه اخرى فالحوزات الدينيه والمرجعيات هي من تدعم من  جانب الحوثي و هي من تغطي لهم  احتياجاتهم لشراء السلاح والعدة والعتاد لمواجهة قوة الجيش اليمني الذي يصنف عدوا لهم ,وقد قتل من الجيش اليمني  في حروب اكثر من 7000 الف جندي وضابط.
 بينما  ما اؤسس و انطبع في اذهان كل المراقبين و  الوعي الشعبي العام والمجتمعي  ان كلا الجبهتين بما تعبر عنه من ايدلوجيات اصوليه ما هي إلا  امتداد للصراع الايراني السعودي في الارض اليمنية,و نتيجة لحجب المال وتشويش مصادره في تغطية انفاقات الحروب والتمدد في اوساط المجتمع وكل ما تتطلبه الامر من انفاقات لا يمكن تغطيته إلا من هذه الحكومات برغم انكار الطرفين ,وبرغم  الاعلان وفضح الصفقات القادمة من ايران ومن تركيا والتي مازالت  منظورة امام الجهات القضائية .
كل هذه مؤشرات تؤكد على تثبيت الحالة التنوعيه المذهبية في اليمن من حالة اجتهادية قائمة على حرية التفكير والاعتقاد الى حالة طائفية جغرافية قائمة على اساس المصالح الفئوية والجهويه المناطقيه معمقة بذلك  الشرخ المجتمعي والتخندق الطائفي الحدي والقائم على التنافس والاحتراب  والاقتتال والرفض للأخر الذي يراه خطرا يهدده, وعلى سياق هذة الحالتين ياتي  تنظيم القاعدة ليندرج ضمن قائمة الإيدلوجيات الأصوليه التي تنتهج نفس المدارس التنظيمية السلفية والجماعات التكفيرية.
ولتثبيت هذة اللعبة المدمرة القادمة  من خارج جغرافيا اليمن يدفع الثمن البسطاء من عامة الشعب وليس قيادات النخب  او من ينصبوا انفسهم انهم مشائخ  وأئمة في الحالتين.
وفي الاخير تتحمل تبعات هذه الافعال اليمن حكومة وشعبا وارضا,  انها ثقافة الكهوف والإرهاب, والعنف والصراع الدائم بحجة تأسيس حكم ثيوقراطي لن يكن الا ديكتاتوريا تعسفيا قائما على ثقافة  الاعتقاد الضيق الرافض والمشرعن للقضاء على الآخر مالم يسبح معه بنفس التيار ,وعلى انغام  ضوضاء هذه الازمات  التي تدار عن بعد كغطاء يستخدمه اللاعبون الإقليميون يمرروا اجنداتهم ورؤاهم الطامعه في اعادة تقسيم  الدولة اليمنية  وفق مصالحهم بهذة الادوات التقليدية والاصولية المصنعه من قبلهم  لإطالة أمد الصراعات الطاحنة .
واذا اردنا الخروج من هذا المأزق الجاثم على وطننا فان السبيل الى ذلك هو طرح رؤية عقلانية تحمل مشروع فكري ,حضاري  يساهم في صياغتها   المفكرون والمثقفون بجدية بعيدا عن  منظومة السلطة والسياسة المترهلة في وقتنا الحالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق