الثلاثاء، 1 مارس 2016

"المرأة اليمنية في اليوم العالمي للمرأة "


 الثامن من اذار /مارس هو اليوم الذي يحتفل العالم اجمع باليوم العالمي للمرأة , المرأة التي كبلتها كل المجتمعات بقيود مصطنعة لتفرض عليها نظرة الدونية والعجز , وكأنها ليست المكملة للرجل ولا النصف الأخر له .. كل المجتمعات وبنسب متفاوتة وثقافات مختلفة تعاملت مع المرأة ضمن قيم الفهم السلبية تجاه المرأة , وبنسب متفاوتة , لكن المرأة لأنها فعلا هي الانسان كما الرجل الانسان أعطت وإن استسلمت في مراحل معينة لهذه المفاهيم تجاهها وقبلت بهذا التفاوت النسبي بينها وبين الرجل ,تفاوت في النظرة وتفاوت في الفهم ,ولكن واقعها كان يفرض عليها وعلى الرجل أن تثبت أن لا تفاوت الحقيقي في القدرات الفعلية لكينونتها الإنسانية حيث كانت بإدراك كامل أو بتلقائية تفرض وجودها وحضورها بقوة الرجل المتميز إن لم تكون قد تميزت أكثر ,وفي التجارب التاريخية عبر كل المراحل نمو البشرية ما يؤكد هذا وكم نماذج يمكن أن نقف ما صدرته المرأة من حضور متميز وإبداع . ومن هذه التراكمات في عطاء المرأة تطور نضال المرأة العالمي لتستعيد مكانتها الإنسانية التي غيبت فظهرت بقوة ساطعة ككاتبة وكأديبة وكفنانة ومفكرة وسياسية , وإن تفاوت حضورها من امة الى أخرى او من شعب الى اخر . فنحن في اليمن تاريخ المرأة حافل ومتميز عبر مراحل تاريخية قبل الأسلام وبعد الإسلام وحتى اللحظة ولا مجال كاف لنسرد كل تلك المحطات التي ظهرت فيها .الملكة بلقيس أو السيدة الحرة أروى بنت أحمد كنماذج لما قبل الإسلام ولما بعد الإسلام , ناهيك عن كل تلك النساء الشاعرات والأديبات و أخص ومن اهتمامي الخاص كفنانة تشكيلية أعداد لا تحصى من نساء اليمن اللاتي قمن بإعداد فنون جميلة من الزخارف التي نسجن على إياديهن عبر الاعمال الخزفية أو المصنوعات اليدوية والتي كانت في فترات من الزمان هي معظم منتجات يدوية تغطي احتياجات السوق اليمنية من استهلاك الملابس والأواني والذي كان يتجلى فيهن لمسات الابداع والفن التشكيلية والجمالي .. ماذا أقول عن كل مطرزات وكل أعمال المرأة اليمنية , التي فيها بصمات الفن وجمالياته , وابعاده ومعانيه العميقة في الحياة من نساء لم يرتدن مدارس ولا جامعات بل وحضور المرأة اليمنية ومعالم مساهمة المرأة وحضورها في شتى المجالات في الشعر والأدب وقيادة المواقف والإعمال البدنية في شراكتها في تربية الحيوانات وفي الحقول , ولأننا بصدد ثورة المرأة الأنسان في صنع الحاضر والإعداد للمستقبل ,فاليمن المعاصر كانت المرأة شريكة للرجل في النضال التحرري ضد الاحتلال البريطاني في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية ,فكانت هي والرجل على قدم وساق في مظاهرات كم ممكن نذكر من العناصر النسائية ولكني سأكتفي لضرورة الوقت بذكر إحداهن وهي رضية إحسان الله التي كانت على رأس إحدى المظاهرات المشهورة امام المجلس التشريعي للمحتل البريطاني وحاملة البندقية وقاتلت في جبال ردفان المحتل البريطاني وهي ذاتها قاتلت في جبال المحابشة فلول النظام الأمامي الكهنوتي من أٍسرة حميد الدين المدعوم من آل سعود , و الفتيات العاملات في مصنع الغزل والنسيج وغيرهن اللاتي حملن السلاح في حصار السبعين يوما على صنعاء ,ناهيكم عن الوقفة امام المرأة ونهوضها الادبي والفكري والمدني في اليمن من بعد قيام الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر 1962و 63 حيث تجلى حضورها في كل المجالات كعاملة وكأديبة وكموظفة وكقائدة إدارية وكناشطة , حتى تربعت قيادات الوظائف الاشرافية والوزارية والمجالس الانتخابية . وفي مشهد اليوم للمرأة اليمنية وقفة صمود وشموخ امام عدوان جائر على مدى عام كامل لم يستطيع بكل ما أوتي من قوة وجبروت تركيع الشعب اليمني بل أثبت الشعب اليمني انه صامد , وانه ما زال يواجه هذه الجيوش العالمية بإمكانيته المتواضعة وهو محاصر مكتف امام صمت دولي وتماهي لا مثيل له في التاريخ مع عدوان جبار وطاغي .. هذه الوقفة من الشعب اليمني هي أيضا وقفة للمرأة الأم المرأة الناشطة السياسية الحقوقية المبدعة المرأة اليوم تقول الشعر الذي يشحذ العزائم المرأة اليوم المبدعة تعزز الصمود بالفن التشكيلي والمعاناة المرأة اليوم الناشطة تقوم بإعمال الإغاثات الإنسانية .. المرأة اليوم لا تحزن على ابنها الشهيد ولا تستسلم على ضررها و وجعها من ضحايا العدوان .. هي انسانة تشعر وتتألم ولكنها تدرك أن مسؤوليتها مثل مسئولية الجميع في الثبات والصمود .. إن كل ذلك يعتبر أنجازا من المرأة وللمرأة ,إنجازا منها لكونها اندفعت لاستعادة وضعها الطبيعي كأنسانه شريكة في صنع الحيا بكل مستوياتها ,وأنجازا لها بفضل برامج الثورة واهتمام حكوماتها وكل منظمات الحكومية والغير حكومية التي سعت في هذا الاتجاه بغض النظر عن أي قصور وتشوه إلا ان كل ذلك قد ساعد المرأة في خضورها وان تصل الى ما وصلت اليه اليوم .

رابط العدد
http://www.arabamericantoday.net/pdf/39.pdf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق