الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

الأستيطان في فلسطين ..قهر الإرادة العربية


سبأ عبدالرحمن القوسي
منذ أن أقرت الحركة الصهيونية العالمية أن تكون أرض فلسطين العربية هي مقر إنشاء كيانها المسخ (دولة إسرائيل)، ولأن الدولة حتى تصبح دولة لابد أن تتوفر فيها أهم 3 عناصر: الأرض، والحكومة، والشعب، فليس أمام الحركة الصهيونية العالمية من عنصر جاهز وسهل إقامته، إلا الحكومة، كون الحكومة كياناً هيكلياً معنوياً ليس من الصعوبة إعلانه.
أما الأرض فهي عقدة الحركة الصهيونية حتى تتملكها وحتى تصبغها بالنكهة والمعالم والمميزات التي تتناغم مع مشروع الدولة التي تحلم بها، فوجدت نفسها أمام أرض لها مُلاك يمتلكون من العراقة والأصالة ما جعل الشجر والحجر في هذه الأرض وكل أثر وعمران قد أصبح مصبوغاً ومتناغماً مع لغة وشكل ولون بشرها. إن الجبل والتلة والشجرة والطرقات والترع وكل أثر من المباني قديمه وحديثه، ينطق بعروبة الفلسطيني، هذا عن الأرض التي تشكل أساس أية دولة، والتي واجهت العصابات الصهيونية وما زالت تواجه مشكلة أنها فلسطينية.
وأما الشعب فإن كل الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، ومن ينتمون إلى اليهودية من العرب منهم، وبمختلف أعراقهم في هذه الأرض، شكلوا للعصابات الصهيونية صخرةً صماء، فبرغم المجازر التي قادتها هذه العصابات لترهب الشعب الفلسطيني، وهجَّرت من هجَّرت من قُراهم بعد مجزرة (دير ياسين) ومثيلاتها، واستمرار القسر والتفوق في القوة التي مارستها العصابات الصهيونية، فنزح الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني، وهجر الكثير الى الداخل الفلسطيني والخارج، ومنذ 1948 مستمرة حالات التهجير، ومع هذا فكل الإحصائيات والأرقام تؤكد زيادة معدلات النمو في السكان العرب بكل مناطق فلسطين العربية المحتلة.
وبرغم ما يقابل هذا من استجلاب يهود العالم من مختلف الجنسيات وغير اليهود، لتقوم هذه العصابات بإحلالهم كبديل لمن هُجِّر من أبناء الشعب الفلسطيني من ديارهم، فقد عمدت حكومة هذا الكيان الصهيوني المسخ إلى إزالة كل معالم الأرض والأثر، وبناء مستوطنات نموذجية البناء بالتخطيط الحضري والخدمات كمدن وأحياء تعتبر قطعاً من مدن أوروبا الحديثة، ولكنها تُبنى في أملاك الفلسطينيين من أراضٍ زراعية إلى أصول عقارية، ولأكثر من غرض، وهدف منها إزالة كل المعالم في الأرض تؤكد فلسطينيتها وعروبتها، إلى قهر مُلاكها الأصليّين إلى إنشاء مظاهر التمييز العُنصري بمزيد من إحباط السكان الأصليّين الأصلاء في هذه الأرض..
إن السياسة الاستطيانية التي تتبعها الحكومة الصهيونية هي عملية مُمنهجة ومبرمجة وممولة بكلفة عالية، وبمساعدة ودعم أمريكا ودول الغرب، لغرض إغراء كل يهود العالم للتوافد إلى فلسطين المحتلة، وحتى تنجح السياسة الاستيطانية بمهمة مزدوجة، بتغيير ديموغرافية السكان في الأرض العربية وجغرافيتها بمعالمها وأثرها العربي الإسلامي، وحتى تتمكن هذه الحكومة ومن تقف وراءها من قوى الهيمنة العالمية بقيادة أمريكا، بتوفير عنصري الدولة المفقودين، وهما الشعب والأرض.. إن سياسة الاستيطان تقتل الشعب الفلسطيني يومياً، وللأسف أن كل الدول العربية التي أصبحت ضمن أدوات أمريكا في الوطن العربي والمنطقة، بما فيها الدول المحورية الإسلامية، تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في دعم السياسة الاستطيانية لقتل الشعب الفلسطيني وقهره واستمرار حصاره وعزله، وبالذات بعد إقامة الحواجز العنصرية التي أقامتها سلطات الاحتلال لتُنجز السياسة الاستيطانية بغرض التطهير العرقي للشعب الفلسطيني من أرضه.
هذه هي السياسة المنتهجة التي طالما رُفعت على مستوى الرأي العام العالمي وأمام مجلس الأمن الدولي، لتقف أمريكا بكل وقاحة ضد أي مشروع يُدينها أو يؤدي إلى وقفها، بل وللأسف والمواقف العربية، ومنها الموقف المصري الأخير الذي تعامل مع قضية الاستيطان في مجلس الأمن كما لو أنها قضية جزئية تطرح على طاولة المفاوضات والمساومات، وترحل قضية إيقاف الاستيطيان في الأراضي الفلسطينية الى أجل غير مسمى، بعد أن يتم تحريك المياه الآسنة بمغزى رمزي فقط أمام المجتمع الدولي.
الاستيطان في أرض فلسطين المحتلة يا عرب، سيمكن هذه الدولة المسخ، وأنتم مشغولون بالصراعات البينية، إلى أن تكون هي الدولة القوية التي تقودكم بصغيركم وكبيركم، تقود من يأمل أن تكون قبلته إسطنبول أو طهران أو الرياض، القاهرة أو بغداد أو دمشق، ستجدون يوماً من الأيام أنكم فقدتم البوصلة، ونخشى أن تتوحدوا جميعكم أمام قبلة واحدة، حيث مقر حكومة العدو الصهيوني..
 http://www.laamedia.com/articalview.aspx?art=543

الاثنين، 5 ديسمبر 2016

خذلهتم الملائكة ...فرفعوا قميص عثمان ..!


 ست سنوات مرت منذ اندلاع الحراك الشعبي المدني في سوريا لأول مرة من أجل إصلاحات النظام السياسي وإحداث تغييرات تواكب طموحات وتطلعات الشعب السوري هذه الحراكات التي للأسف أُستغلت و وظفت في اتجاه بعيدا عن مقاصدها ومن خلال عسكرتها وتحويلها إلى أعمال تمردات على الدولة السورية وإسقاط محافظات للدولة السورية بحيث لم يعد النظام القائم هو بيت القصيد في التغيير او الإصلاح ,بل لقد أصبحت الدولة السورية هي الهدف و بين كل ذلك الدعم العلني من دول الجزيرة العربية والخليج العربي وتركيا لكل جماعات التمرد على الدولة بالمال والسلاح وبرعاية أمريكية ومباركة أوربية ,ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل وتجميع مقاتلي من جميع أنحاء الأرض ونقلهم عبر كل الوسائل ومن كل الاتجاهات إلى الداخل السوري لتكون هي العامل المؤذي لشعب السوري بالذبح والتنكيل وتفجير الممتلكات الخاصة والعامة وتدميرها , حتى حدث ما حدث فالحكومة السورية اصبحت معهم وجها لوجهة في مواجهات عسكرية طاحنة كانت نتائجها قتل عشرات الآلوف من ابناء الشعب السوري في معظم مدنه وتشريد الملايين ,وحتى تجلت اللعبة الدولية والإقليمية المستهدفة للقضاء على الدولة السورية بكل مقوماتها من خلال ذلك التحالف لأكثر من خمسين دولة لضرب كل البنى التحتية في أكثر من محافظة سورية تحت حجة محاربة داعش تنظيم الدولة الأسلامية في تناقض عجيب أن يكونوا كل من دعوا لإسقاط النظام في سوريا يدعون أنهم يقاتلون معه التنظيمات الأرهابية المتطرفة حزب زعمهم وهم في الحقيقة يقتلون الشعب السوري ويدمرون ممتلكاته الخاصة والعامة , ولم يتغير أي شيء على الارض من فعل وجرم تلك التنظيمات الارهابية على الشعب السوري , حتى أُنيطت المهمة لروسيا للتدخل وإن كانت أكثر دقة وتأثيرا في تقويض ومحاصرة الجماعات الارهابية وشل حركتها لكنها النتيجة هي واحدة قتل الشعب السوري وتدمير بناه , ومن هنا بدأت مخادعة الرأي العام بالتضليل من خلال إبراز مشايخ ودعاة يمارسون سحرهم بكل إمكاناتهم الخطابية لتفسير الاحداث بطريقة مزيفة فصار النضال في سوريا بأسم الدين والمذهب والطائفة بعيدا عن تفسير الأحداث بأسبابها الحقيقية وفهم الواقع أو تعقّله بل وعمدوا إلى التضليل وتجييش وتهييج الرأي العام وأستثارة مشاعر الناس بالمقدسات وبالتوصيف المذهبي في الصراع بين أهل السنة وأهل الشيعة وبغرض خبيث لتتويه الرأي العام المحلي في سوريا والعربي والدولي عن حقيقة الصراع وما جرى من احداث في تدمير الدولة بكل مقوماتها وتهشيمها حتى يتمكن اللاعبون الإقليميون والدوليون من تثبيت تفاهماتهم التي تضمن لهم مصالحهم في رقعة الشطرنج هذه على حساب الشعب السوري ومستقبله , وهذا يذكرنا بمنهج مشايخ البترودولار وأساليبهم في إدارة الصراع في كل قطر عربي بهذه الطريقة ولازلنا نتذكر من أقسم بأغلظ الأيمان ان الملائكة كانت تنزل لتحارب مع المجاهدين (ثوار شذاذ الآفاق) ,والكثير من هذه الغيبيات التي لم تكن إلا كرامات مزيفه للسيطرة على المؤدلجين من ثوارالبترودولا ذوي العقائد اللدنة ,وللأسف أستسلم العوام الأعظم لبرووباجندا الإعلام الأصفر وللجيوش الإلكترونية من النصابين والأقلام المأجورة الذين أصبحوا يعانوا بشدة لكي يذرفوا كذبا ونصبا وزورا وخداعا ليتم تسويق الرأي العام لتعاطف مع الأعمال الوحشية بحجة انها وسيلة توصل إلى الغاية النبيلة؟ ناهيكم عن النفاق الامريكي والفرنسي والبريطاني كذلك عن مآسي السوريين متناسيين انهم من ساهم في عسكرة الحراك الشعبي كمقدمة لتفريخ الارهاب بل وهم من فتحوا الحدود التركية للعبور الى داخل سوريا وإغراقها بشتى الأسلحة وفرق الإرهاب الملتحية ,وهم هؤلا البغبغاوات الذين يسمون الروس في سوريا عدوان على الشعب السوري ,ولا يسون الامريكان والسعوديون معتدون على اليمن ,وهم من يروا تدخل إيران في سوريا والعراق واضحا ولا يرون تدخل تركيا السافر في سوريا كما هو بالجرم المشهود ,وهم من يبررون لتدمير اليمن تحت حج واهية وغير دقيقة ويصورون أنهم يقاتلون الايرانيين جنود ومدمرات حربية وطائرات في اليمن ,ولا يرون الإيرانيين وهو على شواطئ الخليج العربي يقومون بتلك المناورات والاستعراضات بما فيها إغلاق مضيق هُرمز , يصنعون لأنفسهم هذه الصورة ليضحكوا بها على الجماهير والبسطاء ويندمجون مع ما صنعته مطابخهم من كذبة وأوهام , حتى أننا نجد أنهم لا يباركون لحلب تحررها من المواجهات العسكرية وسط الأحياء والسكان ,بلا يحاولون النفخ في الرماد لاستفزاز شرارة المواجهات المسلحة من جديد ,بل يتابكون عليها بدموع التماسيح بأنها تذبح من بشار الاسد وكما انها ستلتهم وستمسح من جغرافيتها , بينما العدوان على اليمن يقصف يوميا بطائراته وبوارجه معظم المدن ويقوم بمجازر وجرائم ابادة ضد الانسانية وجماعية لا يهتمون بها إن لم يكون يصفقون ويبتهجون فرحا تحت شعار "دك يا سلمان " إنها أزمة العقل العربي المسلوب الإرادة والمرتهن لدول البترودولار ماله السياسي المدنس ..