
نفد
بنك أهداف تحالف العدوان السعودي الأمريكي في اليمن، سواء ما ادعى منها
عسكرياً أو حتى مدنياً، ولجأ إلى تضييق الخناق أكثر على الشعب اليمني
اقتصادياً بتأجيج مشكلة انقطاع الراتب، مراهناً على هذه الأساليب لكسب
معركته اللاإنسانية واللاأخلاقية الطامعة بالخروج من العدوان بدون أية
مسؤولية قانونية وأخلاقية، بل ليؤمّن نفسه كدول وحكام قائمين عليها،
وبالذات بني سعود، من الوقوع تحت أية مطالبات جنائية دولية في محكمة العدل
ومحكمة الجنايات الدولية، حول ما يحتمل وما هو مؤكد أن ترفع عليه في قضايا
جرائم إبادة جماعية وضد الإنسانية، غير جرائم الحرب، في المجازر الجماعية
التي بدأت من المخا الى عرس سنبان الى الأسواق الشعبية في الحديدة، وفي نهم
وفي حجة وصعدة، وحتى تلك الجرائم التي استهدفت أُسراً في منازلها، وحتى
المشافي والمستوصفات، وكان أبرزها التي في مدينة عبس، بما في ذلك مجالس
العزاء التي كانت الجريمة الكبرى منها في صالة عزاء في صنعاء، التي كان
فيها أكبر عدد من الضحايا وصل الى أكثر من 140 شهيداً، وأكثر من 700 ضحية،
غالبيتها في أوضاع حرجة، وصولاً الى سجن الزيدية..
إن
العدوان الأمريكي السعودي وكل حلفائه ستتحمله بالدرجة الأولى مملكة بني
سعود التي جاهرت واستضافت وتبنت انطلاق كل الطائرات المعادية التي قصفت
وانطلقت من مطاراتها، وأدت الى تدمير كل البنية التحتية اليمنية، وقتل
أبناء الشعب اليمني، لهذا فقد بذلت أسرة بني سعود كل ملياراتها من
الدولارات لهذا العدوان، هي وغيرها من دول البترودولار، ومن بينها قطر
والإمارات، وكما موّلوا العدوان على العراق واحتلاله، والعدوان على ليبيا
وتدميرها وتشظيها، وما بذلوه من تدمير الدولة السورية، وإن لم يصلوا الى
الحد الذي كانوا يتمنونه بسبب الموقف التركي الذي لُسع من نار سوريا وجنى
ثمرة تهوره في تدمير الدولة السورية، وطالته النار التي لعب بها، ولهذا
يدرك نظام بني سعود أن كلفة العدوان على اليمن كانت أكبر بكثير أخلاقياً
ومادياً، وبشرياً، وفي انعكاسها السلبي على بنية الدولة السعودية التي
طالها الرد الفعل اليمني، فلهذا ما زال نظام بني سعود يراهن الرهان الخاسر
على نمور من ورق وبطون باقرة بحثالة فُتاته وبجيوب مؤلفة على ريالاتها،
علّها تحمل الوزر نيابةً عنه، لتُظهر للعالم كما يدّعي المجرم سلمان
بتصريحاته الأخيرة بأنه حريصٌ على اليمن، وأنه ـ بما معناه ضمنياً ـ الراعي
والوصي الذي يسعى لرأب الصدع بين أبناء اليمن، ظناً منه أن الأمر بهذه
البساطة، ليمرر أن الحرب يمنية يمنية، وأن ما تسمى (خارطة كيري)
وسيناريوهات ولد الشيخ التي تعدها مطابخ العدوان، ستختزل ما يتعرض له اليمن
من عدوان سافر وحصار ظالم الى إشكالية بين اليمنيين تسوى بأية صيغة من
الصيغ، ولو ضحوا بعملائهم، ونسوا أن الأمر ليس بهذه البساطة، وأن الأمر قد
ترسخ في ذهنية جموع الشعب اليمني بأنهم تعرضوا لجبروت دولي ظالم تتزعمه
أسرة بني سعود في تدمير بناهم التحتية وقتلهم وحصارهم، وإن كان هناك من له
مصلحة في أن يحاول تصوير الأمر بأن الإشكالية تكمن حصراً في دعم بني سعود
ومن إليهم من الحلفاء لطرف من أطراف العملية السياسية تجاه طرف آخر.. وهذا
تسطيح واستغفال للعقول، ودوس على الحقائق الجلية التي حتى لو وجدت ـ لا سمح
الله ـ فمن يقبل أن يساوم من أجل مصالح ومكاسب سياسية ضيقة على حساب
الوطن، لكنها ستظل واضحة وضوح الشمس، وجرحاً غائراً في أعماق كل أبناء
الشعب اليمني، وسيأتي جيل يحمل هذه الجراح، وببصيرة وطنية ليثأر.. ولن يرحم
العدوان ولا من تواطأ معه ولا من فكر أن يتكسب باسم العدوان، ويحقق مكاسب
آنية وضيقة لمشروعه الحزبي..
سنذكّر
ببداية الاغتصاب الصهيوني لفلسطين، وبداية الاستيطان الفرنسي في الجزائر،
وكل الغزوات التي تمت في وطننا العربي وغير الوطن العربي.. نجح الغزاة
والمعتدون في مراحلهم الأولى بخلط الأوراق وتبسيط الشأن وخلق فتن لصرف
الأنظار عن مواجهة الغزاة والمحتلين، تماماً كما يحدث فعلياً وحالياً في
العراق، لكن أتت فترات استفاقت فيها الشعوب، وفُرزَ الخونة والمتواطئون،
وفرزت كل الأوراق المخلوطة، وتوحدت نضالات الشعوب في مواجهة الغزاة
والمحتلين.
نحن في يمننا اليوم في
حال أفضل، صمود وثبات في أكثر من 50 جبهة مواجهة للعدوان عبر جيوشه الـ18
مباشرة، أو من خلال من جندهم من البسطاء والمرتزقة لاستخدامهم كدروع، لكن
إرادة الجيش اليمني واللجان الشعبية ومن يقاتل إلى جانبهم، كانت هي الأقوى
في الميدان، وهي المنتصرة بكل ما تعنيه الكلمة، مهما كانت بعض الانتصارات
متواضعة، إلا أنها أمام هذا الكم من الجيوش المتحالفة بكل إمكانياتها
وقدراتها وتمويلها وغطائها الجوي والموقف الدولي المنافق والمتواطئ معها،
تظل انتصارات عظيمة بكل ما تعنيه الكلمة..
إن
استثمار هذه الانتصارات من قبل المفاوض اليمني، الى جانب الموقف الشعبي
المتلاحم الصامد الثابت في ظل الحصار الجائر والقتل، وبعد نقل البنك
المركزي وتوقف الرواتب الذي يعني قطع معيشة الملايين، ما زال هذا الشعب
ثابتاً، ويشكل حاضنة شعبية قوية تمد الجيش واللجان ومن يقاتل معها بالعزيمة
والثبات، وهذا ما يُلزم حكومة الإنقاذ الوطني، وهي تفاوض، أن تستثمر هذه
الورقة لصالح القضية الوطنية وتركيع العدوان ليتحمل مسؤولية جرائمه بحق
اليمن أرضاً وإنساناً، وكل آثارها القانونية والأخلاقية.
http://www.laamedia.com/articalview.aspx?art=562
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق