نسخ لصق تحويل إعادة توجيه ,أٌقتباس..
أوامر إلكترونية وتوجيهات تقنية متحركة لنقل المعلومات من حقل الى أخر وبمعنى أدق من نافذة إلكترونية الى أخرى , اذا ما تجاوزنا جزئية تدمير هذه السلاسة في النشر والنقل لخطّنا العربي ومهارتنا في الكتابة رسما وخطا, فإننا نقف عند الأهم وهو حصيلة الكم الهائل من المعلومات التي نتلقاها في اليوم الواحد تحت مفهوم هلامي وغير دقيق بأننا مثقفون ونعاصر الأحداث بينما يفترض ان تعاصر ثقافتنا العربية الحدث ومتغيراته بما يؤصل فهمنا القيمّي بما يجب أن تؤل إليه ثقافتنا نحو الدفع بالرقي والنهوض في كل المجالات وكل ذلك لن يتأتئ إلا بإعمال العقل وتحريك الحواس وبذل الجهد الجسدي والذهني وبعصف يحرك ذاكرتنا وبصيرتنا نحو كل حقيقة قائمة ,وضرورة الوقفة مع ما يذر الى مسامعنا ومشاهدنا من قوالب يقصد منها ان نقبلها سلقا وننقلها لتواصل مسيرتها النقلية التي ستؤدي الى تجميد وتبليد عقولنا وتوقف حواسنا الادراكية.
أن الطفرة الهائلة في نشر المعلومات وتداولها للعقل المتلقي المستسلم لها دون حتى إثارة أي عصف ذهني أو أي استفزاز نحو النقاش فيها تجرعنا الثقافة المنقولة سمها بعسلها دون تمييز نظرا لآليه دورة حياة نشرها من مجموعة الى أخرى ومن صفحة الى أخرى ..واذا تحققنا من الحصيلة الفعلية والحقيقة لهذه العملية فسنجد أن الاذان العربية في مالطا .. فيتم نشر معلومة قيمة وجديدة بهدف الإبهار فحسب دون وعي وادراك محتواها وفحواها .
فلهذا يجب ان تكون شبكات التواصل الاجتماعي ميدان سباق إعلامي بحديه السلبي والإيجابي بهدف توجيه الاختيارات والرأي والعام ,فكل يريد فرض رؤيته وخطابه وروايته لكل حدث و واقعه ولكن الكل لن يجد بيئة خصبة لتنفيذ ذلك إلا بتبليد العقول وترسيخ ثقافة التلقي والنسخ واللصق التي تمنح صاحب المعلومة التي يبثها في الوقت المناسب هيلمان الملك المسيطر على العقول والموجه لها كما يعتقد , حتى صار الهدف من النشر هو الإبهار وخلق هالة من الإيحاءات لممتلك المعلومة أنه مثقف حصيف ومتملك للحقيقة والمعلومة تملكا مطلقا, فقد يتملك البعض دقة المعلومة بأي نسبة كانت ولكن إمتلاك الحقيقة من الصعب أن تحصر في شخص او مجموعة أو طرف .
فإن كان تطور النمو في مجال المعلومات بشكل متسارع ومتفوق في الفترة الأخيرة وتزامن هذا التطور مع تطور تكنولوجيا العصر التي ربطت العالم ببعضه كقرية صغيرة كما هو مفهوم العولمة ,قد ساهم في هذه الظاهرة وبالمقابل يمكن أن يوظف هذا الامر في تعزيز حرية الاختيار وإعمال العقل وتطور الذهن بالقدرة على قراءة الاحداث كما هي لا كما ترسم من الموصفين لها ,بحيث تسخر المعلومات للارتقاء بخصوصية ثقافية غير هشة لأنها سطحية أو لأنها منقولة او معاد تدويرها كما هو حال تبادل المنشورات والمعلومات في شبكات التواصل الاجتماعي .
وهنا تتجلى ظاهرة الغزة الثقافي والفكري وامامها يجب ان يتأصل البناء الفكري والثقافي لمقاومة أي غزو من خلال تجديد الرؤى وتفاعل الجدل والربط بين كل مسلمات الثقافية والفكرية الماضويه والقائمة والتي تحمل آفاق مستقبلية ورؤى لتجاوز القصور, وإقامة بدائل أفضل في المفاهيم التوعوية والصيغ تبادلها ونشرها والكيفية الإطارية للخطاب العام الذي يبنى على مخاطبة العقل وأحترامه وبما لا يجرح المشاعر الإنسانية ومعتقداتها .
ان الدعوة هنا لتوظيف هذه التقنيات الرقمية والتكنولوجيا المعلوماتية لتغيير في وعي المواطن بفاعلية حقيقية لا تبقى في هندسة الفضاء مجرد موجات وذبذبات واير لس ,بل لتصنع نمط حياة متجدد عصري يرتقي بثقافتنا و وعينا .
__________________________
مقالي في مجلة العربي الأمريكي اليوم
http://
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق