الأربعاء، 10 أغسطس 2016

اللغة بيت الكينونة وسياج الحضارات


 قتل, 
ذبح, 
خطف ,
انفجار ,
ندد, 
شجب ,استنكر, مات لاجئ نازح ,مشرد مفقود. 
تختنق لغتنا العربية بمفردات الحاضر التي تعكس ظرفنا و واقعنا المرير ,فرضتها علينا روح الأحداث ومنهجية الإعلام المسيس، نتداولها مكرهين ومجبرين لأنها وصف لظرف قهري فُرض علينا ، و وجدنا انفسنا نسبح فيه لا خيار لنا .. شئنا ام ابينا . فلماذا لا نؤسس بإرادتنا لمفردات بلغتنا العربية جميلة اللفظ ، ظريفة النطق بليغة المعاني ، نبيلة المقاصد قبل ان تبتلع أبجديتنا سطور الدردشة في الفضائيات التجارية أو تُصبغ برداء التشدد والوان الإبادة التي ترنو الى تشويه هويتنا العربية بتوظيف أداة من أدوات حضارتها؟ فالأنسان يتطور داخل لغة هي الشاهد الوحيد على وجوده داخل المعنى, وكما يقال فمعرفة الخطاب شرط لمعرفة الانسان , واللغة وعاء الحياة وأم الحضارة وسياج كل أمة تجمع شتاتها وان تعددت ألسنتها , إننا اذا عودنا انفسنا على هذه اللغة بهذه المفردات ونحيك من خلالها معاني قيمية و وطنية و اخلاقية ، حتما لتؤسس فينا صدور رحبة ، و نفوس تنبعث منها الرحمة والمودة ، وعقول صافية تحسن إطلاق اللفظ والمعنى في الفعل الإنساني قيميا واخلاقيا وبنيويا وتنمويا بكل التطلعات والطموحات المشروعة للحياة الراقية والمستقبل المشرق .. هكذا نشذب جموحنا نحو الفوضى ونزيل شوائب الدهر والبيئة التي تتلاطم حولنا بمساوئها بقصد او بدون قصد، ونكون في انفسنا نشء جذوره عميقة في الارض تتشرب من الاعماق كل معاني الوطنية لتشع بساق كله شموخ وكرامة وإباء ولتتفرع من هذا الساق أغصان المحبة والعطاء والإيثار ، ولتتساقط من الأغصان اوراق الكراهية والاحقاد والتعالي والعنصرية والتكبر والتجبر .. انها لغتنا الجميلة، وبشرتنا الثقافية كأمة عربية ومبنى حضارتنا الذي عبر عنها الشاعر فاروق شوشة بذلك المعنى الذي يمثل جوهرة لا ثمن لها عندما قال في وصفها أنا البحر في أحشائه الدر كامن, فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي. فإذا أردنا وطن ومستقبل وثقافة وعلم وتعلم وقوة للنسيج الاجتماعي ولفهم حرية الاختيار والعقيدة بما يقدس الوطن وحقه في الاولوية و يثبت اساس ايماننا بالله سبحانه وتعالى وبوحدانيته وبإعجاز كلامه القران الكريم المعجزة العلمية واللغوية والفكرية والفقهية الذي حوى وشمل كل صغيرة وكبيرة بظرفيها الزماني والمكاني ..فواجب علينا ان نرممها من عوامل الأحداث المعاصرة التي لاتزال تحاول أن ترديها في مقتل . بقلم / سبأ القوسي سبق وان نشرت في نفس الموضوع في صحيفة الرأي اليوم ويجدر الإشارة ان الموضوع بعد التعديل من نشرهم .

http://l.facebook.com/l.php?u=http%3A%2F%2Fwww.arabamericantoday.net%2F&h=7AQGFYFTN&s=1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق